امالي القالي (صفحة 389)

وروى:

وقولي إذا أخشى عليه ملمة ... ألا اسلم. . . . . . .

وصبري عَلَى أشياء منه تريبني ... وكظمي عَلَى غيظي وقد ينفع الكظم

لأستل منه الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا ضغنٍ يضيق به الجرم

رأيت انثلاماً بيننا فرقعته ... برفقي وإحيائي وقد يرقع الثلم

وأبرأت غلّ الصدر منه توسعاً ... بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم

وزاد ابن الأعرابي:

فداويته حتى ارفأنّ نفاره ... فعدنا كأنا لم يكن بيننا صرم

وأطفأ نار الحرب بيني وبينه ... فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم

وروى: فأطفأت نار الحرب، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من قائل هذه الأبيات؟ قَالَ: معن بن أوس المزني.

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

لنعم الفتى أضحى بأكناف حائل ... غداة الوغى أكل الردينية السمر

لعمري لقد أرديت غير مزلج ... ولا مغلقٍ باب السماحة بالعذر

سأبكيك لا مستبقياً فيض عبرة ... ولا طالباً بالصبر عاقبة الصبر

وقرأت عليه لرجل مات له أخ بعد أخ:

كأن وصيفياً خليلي لم نقل ... لموقد نارٍ آخر الليل أوقد

فلو أنها إحدى يدي رزئتها ... ولكن يدي بانت عَلَى إثرها يدي

فأقسمت لا آسى عَلَى إثر هالكٍ ... قدي الآن من وجدٍ عَلَى هالك قدى

وأنشدني محمد بن السري السراج، لأبي عبد الرحمن العطوي:

حنطته يا نصر بالكافور ... وزففته للمنزل المهجور

هلا ببعض خلاله حنطته ... فيضوع أفق منازل وقبور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015