امالي القالي (صفحة 283)

نظرت وناقتاي عَلَى تعاد ... مطاوعة الأزمة ترحلان

إلى ناريهما وهما بعيدٌ ... تشوقان المحب وتوقدان

ومما هاجني فازددت شوقاً ... بكاء حمامتين تجاوبان

تجاوبتا بلحنٍ أعجميٍّ ... عَلَى غصنين من غربٍ وبان

فكان البان أن البان أت ... وفي الغرب اغترابٌ غير داني

أليس الليل يجمع أم عمرو ... وإيانا فذاك لنا تداني

نعم وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها النهار كما علاني

فما بين التفريق غير سبع ... بقين من المحرم أو ثماني

فيا أخويّ من كعب بن عمرو ... أقلا اللوم إن لم تنفعاني

إذا جاوزتهما سعفات حجرٍ ... وأودية اليمامة فانعياني

وقولا جحدرٌ أمسى رهيناً ... يحاذر وقع مصقول يماني

يحاذر صولة الحجاج ظلما ... وما الحجاج ظلام لجاني

إلى قوم إذا سمعوا بقتلي ... بكى شبانهم وبكى الغواني

فإن أهلك فرب فتىً سيبكي ... عَلَى مهذبٍ رخص البنان

ولم أك قد قضيت حقوق قومي ... ولا حق المهند والسنان

المبر: الغالب.

والكنيع: المنقبض.

وأنفهنه: أعيينه، وأنشدني بعض أصحابنا أحسبه قَالَ لأبي العتاهية:

لا تفخرن بلحية كثرت ... منابتها طويله

تهوى بها هوج الرياح ... كأنها ذنب الحسيله

قد يدرك الشرف الفتى ... يوماً ولحيته قليله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015