امالي القالي (صفحة 241)

وقرأت عليه للنمر بن تولب:

ثم استمرت تريد الريح مصعدة ... نحو الجنوب فعزتها عَلَى الريح

قوله: تريد الريح: يعني الطريدة تستقبل الريح أبداً، وإنما تفعل ذلك لتبرد أجوافها باستقبال الريح.

وعزّتها: غلبتها، يعني فرسه غلبت الطريدة، والدليل عَلَى ذلك قوله قبل هذا البيت:

لقد غدوت بصهبي وهي ملهبة ... إلهابها كضرام النار فِي الشيح

وصهبى: اسم فرسه، ثم قَالَ: جاءت لتسنحني يسراً فقلت لها عَلَى يمينك إنّي غير مسنوح جاءت، يعني الطريدة.

لتسنحني، أي لتمضي عَلَى يساري، ثم قَالَ: ثم استمرت، تريد الريح.

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: قَالَ بعض الحكماء: إن مما سخا بنفس العاقل عَنِ الدنيا علمه بأن الأرزاق فيها لم تقسم عَلَى قدر الأخطار

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن شبة أَبُو زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي الزناد، عَنْ هشام بن عروة، قَالَ: قَالَ عروة لبنيه: يا بنيّ، لا يهدينّ أحدكم إِلَى ربّه ما يستحي أن يهديه إِلَى حريمه، فإن الله أكرم الكرماء، وأحق من اختير له.

قَالَ: وكان يقول: يا بنيّ، تعلّموا العلم، فإنكم إن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبراءهم، واسوءتا! ماذا أقبح من شيخ جاهل؟ وكان يقول: إذا رأيتم خلّةً رائعة من شر من رجل فاحذروه، وإن كان عند الناس رجل صدق، فإن لها عنده أخوات، وإذا رأيتم خلة رائعة من خير من رجل فلا تقطعوا إناتكم منه وإن كان عند الناس رجل سوءٍ، فإن لها عنده أخوات.

وقَالَ: الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: وجد فِي حكمة فارس: إني وجدت الكرماء والعقلاء يبتغون إِلَى كل صلة ومعروف سبباً، ورأيت المودّة بين الصالحين سريعاً اتصالها، بطيئاً انقطاعها، ككوب الذهب سريع الإعادة إن أصابه ثلم أو كسر، ورأيت المودة بين الأشرار بطيئاً اتصالها، سريعاً انقطاعها، ككوب الفخّار، إن أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له، ورأيت الكريم يحفظ الكريم عَلَى اللّقاءة الواحدة ومعرفة اليوم، ورأيت اللئيم لا يحفظ إلا رغبة أو رهبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015