امالي القالي (صفحة 168)

وقرأ عليه:

بكيت دماً حتى القيامة والحشر ... ولا زلت مغلوب العزيمة والصبر

أتظعن طوع النفس عمن تحبه ... وتبكي كما يبكي عَنْ صغر

أقم لا تسر والهم عنك بمعزل ... ودمعك باقٍ فِي جفونك ما يجرى

وقرأ عليه أيضا:

عَنْ حبيبك ثم تبكى ... عليه فمن دعاك إِلَى الفراق

كأنك لم تذق للبين طعماً ... فتعلم أنه مر المذاق

أقم وأنعم بطول قرب منه ... ولا تظعن فتكبت باشتياق

فما اعتاض المفارق من حبيب ... ولو يعطى الشآم مع العراق

وقرأ عليه أيضاً:

تطوى المراحل عَنْ حبيبك دائبا ... وتظل تبكيه بدمع ساجم

كذبتك نفسك لست من أهل الهوى ... تشكو الفراق وأنت عين الظالم

ألا أقمت ولو عَلَى جمر الغضى ... قلبت أو حد الحسام الصارم

أنشدنى جحظة بعض هذه الأبيات، وأنشدناها بتمامها الأخفش عَلَى بن سليمان لمسلم بن الوليد:

وإنى وإسماعيل يوم وداعه ... لكالغمد يوم الروع فارقه النصل

أما والحبالات الممرات بيننا ... وسائل أدتها المودة والوصل

لما خنت عهدا من إخاء ولا نأى ... بذكرك نأى عَنْ ضميرى ولا شغل

وإنى فِي مالى وأهلى كأننى ... لنأيك لا مال لدى ولا أهل

يذكرينك الدين والفضل والحجا ... وقيل الخنا والحلم والعلم والجهل

فألقاك عَنْ مذمومها متنزها ... وألقاك فِي محمودها ولك الفضل

وأحمد من أخلاقك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشا لك البخل

أمنتجعا مرواً بأثقَالَ همةٍ ... دع الثقل واحمل حاجةً ما لها ثقل

ثناءً كعرف الطيب يهدى لأهله ... وليس له إلا بني خالدٍ أهل

فإن أغش قوماً بعدهم أو أزورهم ... فكالوحش يستدنيه للقنص المحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015