امالي القالي (صفحة 139)

يُقَال: محجها ومخجها ونخجها، وهو مأخوذ من قولهم: مخجت الدلو فِي البئر، إذا حركتها لتمتلئ ونخجتها أيضاً بالنون.

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، لمسكين بن عامر الحنظلى:

أصبحت عاذلتى معتلةً ... قرمت بل هى وحمى للصخب

أصبحت تتفل فِي شحم الذرى ... وتعد اللوم درا ينتهب

لا تلمها إنها من نسوةٍ ... ملحها موضوعة فوق الركب

قَالَ أَبُو العباس: الوحم: الشهوة عَلَى الحمل، فجعله هاهنا للصخب.

قَالَ أَبُو بَكْرٍِ، عَنْ أبى العباس، قوله: تتفل فِي شحم الذرى يعني أنها تتفل عَلَى بلي وتعوذها من العين لتعظمها فِي عيني قلا أهبها.

وتعد اللوم درا ينتهب، أي من حرصها عليه.

مطلب الكلام عَلَى معنى قول بعض العرب ملحها موضوعة فوق الركب

وقوله ملحها موضوعة فوق الركب حكى عَنِ الأصمعي أنه قَالَ: كانت زنجية حبشية.

والملح: السمن، يُقَال: تملح وتحلم إذا سمن، يقول: سمنها فوق ركبتيها، أي فِي عجيزتها.

وقَالَ أَبُو عمر الشيبانى: ملحها موضوعة فوق الركب.

أي إنها بخيلة تضع ملحها فوق ركبتها، فهي تأمرني بذلك وقاتل غيرهما من اللغوين: قوله: ملحها موضوعة فوق الركب.

أي إنها سريعة الغضب، يُقَال لسريع الغضب: ملحه فوق ركبتيه، وكذلك غضبه عَلَى طرف أنفه.

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: وقف علينا أعرابى ونحن برملة اللوى، فقَالَ: رحم الله امرأ لم تمجج أذناه كلامي، وقدم معاذة من سوء مقامي فإن البلاد مجدبة، والحال مسغبة، والحياء زاجر يمنع من كلامكم، والفقر عاذر يدعوا إِلَى إخباركم، والدعاء أحد الصدقتين، رحم الله امرأ أمر عمير، أو دعا بخير، فقلت: ممن أنت يرحمك الله؟ فقَالَ: اللهم غفرا، سوء لاكتساب، يمنع من الانتساب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015