لتغيّر لفظ الياء، ولشبه الألف بألف النّدبة، فكما جاز: وا أبتاه، ووا أمّتاه، جاز: يا أبتا ويا أمّتا.

فإن قيل: فقد قالوا: يا عمّتى، ويا خالتى، فهلاّ جاز ذلك فى يا أبت ويا أمّت.

قيل: إنما جاز ذلك فى العمّة والخالة؛ لأنّ دخول تاء التأنيث فيهما ليس بمختصّ بالنداء، وإذا كان دخولها فيهما غير مختصّ بالنداء، لم تكن التاء فيهما عوضا من الياء، فيكون الجمع بينهما جمعا بين العوض والمعوّض.

ومن قال منهم: يا أبت ويا أمّت، ففتح التاء، أراد: يا أبتا، ويا أمّتا، فحذف الألف اجتزاء بالفتحة.

فإن قيل: كيف دخلت تاء التأنيث على الأب، وهو مذكر؟

قيل: ليس ذلك ببعيد، ألا ترى أنهم قالوا: رجل ربعة، ورجل صرورة، للذى لم يحجّ، وقالوا بعكس هذا: امرأة طالق وحائض، وناقة بازل، ومهرة ضامر، قال (?):

عهدى بها فى الحىّ قد سربلت … بيضاء مثل المهرة الضّامر

وفى الوقف عليهما مذهبان: مذهب البصريّين، الوقف على الهاء، كما يوقف على الهاء، إذا قيل: يا عمّة ويا خاله، وقال الكوفيّون: الوقف عليهما: يا أبت ويا أمّت (?)؛ لأن تاء التأنيث فيهما لمّا كانت عوضا من ياء المتكلم، شبّهوها بتاء الإلحاق (?) فى بنت وأخت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015