وهو نقيضه فى المعنى، الشّكران، فكما قالوا: كلّمته كلاما، وسلّمت عليه سلاما، فاستعملوهما فى موضع التكليم والتسليم، كما استعمل السّراح فى موضع التّسريح، من قوله تعالى: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً} (?) كذلك استعملوا سبحان فى موضع التسبيح.

قال سيبويه (?): وزعم أبو الخطّاب، يعنى الأخفش الكبير، أنّ سبحان الله براءة الله من السوء، وزعم أن مثله قول الأعشى (?):

أقول لمّا جاءنى فخره … سبحان من علقمة الفاخر

/قال: وإنما ترك التنوين فى سبحان، وترك صرفه، يعنى فى بيت الأعشى، لأنه صار عندهم معرفة.

وأقول: إنه لمّا صار علما للتسبيح، وانضمّ إلى العلميّة الألف والنون الزائدتان، تنزّل منزلة عثمان، فوجب ترك صرفه، وقد قطعوه عن الإضافة، ونوّنوه، لأنهم نكّروه، وذلك فى الشّعر، كقول أميّة بن أبى الصّلت، فيما أنشده سيبويه:

سبحانه ثم سبحانا يعود له … وقبلنا سبّح الجودىّ والجمد (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015