«الرّبّ» فى موضع الإيمان، كان ذلك فى غاية الحسن؛ لأن المراد في الحقيقة إرضاء أهل اللؤم وأهل الكفر، وكذلك إرضاء الإيمان إنما يراد به إرضاء أهله، وإرضاء أهله تابع لإرضاء الله جلّت عظمته.

... وقوله:

وخصر تثبت الأبصار فيه … كأنّ عليه من حدق نطاقا (?)

أى الأبصار تثبت فى خصرها استحسانا له، وتكثر عليه من جوانبه حتّى تصير كالنّطاق، وهذا منقول من قول بشّار بن برد (?):

ومكلّلات بالعيو … ن طرقننا ورجعن ملسا

أراد أنهنّ لحسنهنّ تعلو الأبصار إلى وجوههنّ ورءوسهنّ، حتى كأنّ لهنّ من العيون أكاليل، فنقل أبو الطيّب المعنى من الأعالى والأكاليل، إلى الخصر والنّطاق، وكشف السرىّ الموصلىّ عن هذا المعنى فى قوله (?):

أحاطت عيون العاشقين بخصره … فهنّ له دون النّطاق نطاق

... وله وقد وصف سيفا، ثم قال فى وصف يد منتضية:

ومحلّ قائمه يسيل مواهبا … لو كنّ سيلا ما وجدن مسيلا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015