الفاسقون} [النور: 55] ورغم أن جميع تلك الوعود كانت على أساس الإيمان والأعمال الصالحة اشترط أن يكون في المسلمين حقيقة الايمان والتوحيد.

إن أكبر مهمة دينية في هذا العصر، وأعظم خدمة، وأجلها للأمة الإسلامية، هي دعوة السواد الأعظم للأمة وأغلبيتها الساحقة الى الانتقال من صورة الاسلام الى حقيقة الاسلام، فلمثل هذا فليعمل العاملون ويبذلوا جهودهم ومساعيهم في بث روح الاسلام في جسم العالم الاسلامي، ولا يدخروا في ذلك وسعا، فبذلك يتحول شأن هذه الأمة، وفي نتيجته شأن العالم بأسره، فإن شأن العالم تبع لشأن هذه الأمة، وشأن الأمة تبع لحقيقة الاسلام، فإذا زالت حقيقة الاسلام من الأمة المسلمة، فمن يدعو العالم الى حقيقة الاسلام، ومن ينفخ فيه الروح؟ قال سيدنا عيسى عليه السلام لاصحابه: "أنتم ملح الأرض، فإذا زالت ملوحة الملح فماذا يملح الطعام؟ ".

قد أصبحت حياتنا اليوم جسدا بلا روح، لأن السواد الأعظم للأمة مجرد عن الروح، فارغ عن الحقيقة، فكيف تعود الروح والحقيقة في الحياة الانسانية مرة أخرى؟!

ان في هذا العالم أمما لا تزال فارغة عن الحقيقة والروح منذ أقدم العصور الى يومنا هذا، ولم يبق فيها الا عدة معتقدات مرسومة، وبضع صور حقيرة مجردة عن الروح، وانتهت حياتنا الدينية والروحية الحقيقية، حتى ان انشاء أمة بأسرها أيسر من اصلاح هذه الأمم وتجديد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015