والعباسية ودول كثيرة، فقد ضيعوا الفرصة وخسروا دورهم، وخسرت معهم الدعوة التي وصلت أسبابها بأسبابهم دورها، وما يعلم أحد متى يعود هذا الدور، وهل يعود أم لا؟ فقد شهد التاريخ أمما وجماعات كثيرة ضيعت فرصة حكمها وسلطانها، ولم تنتفع بها، وانتهى دورها القصير أو الطويل فوقفت مع المتفرجين المنعزلين وبقيت تنتظر دورها في حلبة الأمم، وتعض على تفريطها ببنان الحسرة والندم.

هذا والى الحكومات الاسلامية ومن كان على رأسها أن ينتهزوا الفرصة ويحرزوا قصب السبق، ويبلغوا بهمتهم وعنايتهم الى حيث لا يبلغ اليه كبار الصالحين والاتقياء بعبادتهم وزهدهم، وذلك بما آثرهم الله من حول وطول، ونفوذ وسلطان، وفرص لا تتأتى لغيرهم، ولهم أن يصلوا في خدمة هذا الدين واعادة شبابه، واصلاح المجتمع وتغيير اتجاهه، من الجاهلية الى الاسلام في يوم واحد - اذا أرادوا بذلك وصحت عزيمتهم وصدقت نيتهم - مالا يصل اليه المصلحون، والمؤلفون والعاملون في أعوام وقرون، وينالوا من رضى الله وثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ما يغبطهم عليه كثير من العباد والمتقين، وعباد الله الصالحين.

وما أطلق الناس على عمر بن عبد العزيز لقب المجدد الكبير والخليفة الراشد الا بتغييره مجرى الحكومة من الجباية الى الهداية، والاصلاحات التي قام بها، وبرجولته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015