خاتمة

بين الجباية والهداية (?)

الدول والحكومات قسمان: دولة شعارها الجباية، ودولة شعارها الهداية، وكل لها طابع خاص ونفسية خاصة، ورجال ممتازون، ولكل نتائج متميزة.

فميزان الأشياء ومناط الاحكام في دولة الجباية هو تضخم الميزانية وكثرة الدخل والايراد، ورفاهية رجال الحكومة واحتفال الحضارة وزهو المدنية، وان كان ذلك بامتصاص دماء الفقراء، وشقاء الفلاحين والعملة، والضرائب المجحفة والمكوس المرهقة، فلا يعني هذا الضرب من الحكومة الا بما يزيد في مواردها وماليتها، وبما يهيئ لها أسباب الفخار والزينة والابهة، بما يهيئ للأمراء والوزراء، وأبنائهم وأبناء أبنائهم، والمتصلين بهم ورجال الحكومة وأسرهم وخدمهم أسباب الترف والتنعم والبذخ، وبما يبنون به قصورا فاخرة، ويشترون به أملاكا واسعة، في داخل البلاد وخارجها.

تغفل هذه الحكومة تربية الجمهور الدينية والخلقية، وتعطل الحسبة والرقابة على الاخلاق والنزعات، وتتغافل عن كل ما ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015