الورقه (صفحة 21)

أيا جذعَ مَصلوبٍ أتى دونَ صلبهِ ... ثلاثون حولاً كاملاً هل تُبادلُ

فما أنتَ بالجملِ الذي قد حملتهُ ... بأغرض مني بالذي أنا حامل

ويقال إنه رقت حاله في آخرِ عُمره بعد يسارٍ كان له، وإفضالٍ كثير كان منه على الناس، ففي ذلك يقول، أنشدنيه محمد بن خلف عن أحمد بن محمد الأبزاري.

قال: أنشدنيه ابن كناسة:

ضعفتُ عن الإخوانِ حتى جفوتهمْ ... على غيرْ زُهدٍ في الإخاءِ ولا الودَّ

ولكن أيامي تخرمن مُنتي ... فما أبلغُ الحاجات إلا على جهدِ

أنشدنا محمد بن يزيد النحوي لابن كناسة في إبراهيم بن أدهم الزاهد قال: أنشدينها التوزي النحوي:

رأيتك لا يكفيك ما دونه الغنى ... وقد كان يكفي دونَ ذاك ابن أدهماَ

تخلى منَ الدنيا وكان بمنظر ... ومستمعٍ فيها أنيقٍ وأنعماَ

وكان يرى الدنيا صغيراً كبيرُها ... وكان لأمرِ اللهِ فيها مُعظماَ

أخاف الهوى حتى تجنبهُ الهوى ... كما اجتنبَ الجاني الدمِ الطالبَ الدماَ

يُشيع الغنى في الناسِ إنْ مسه الغنى ... ويلقى به البأساءُ عيسى ابن مريماَ

وأكثرُ ما تلقاهُ في القومِ صامتاً ... فإنْ قالَ بذ القائلينَ وأفحما

وأنشد الجاحظ في شعر له في وصف فرس:

كالعُقابِ الطلوبِ يضربها ال ... طلُّ وقدْ صوبت على عِسبارِ

العسبارُ، ولدَ الضبع من الذئب.

أنشدني محمد بن القاسم بن مهرويه قال: أنشدني محمد بن عمران الضبي قال: أنشدني جماعة عن ابن كناسة يصف الكوفة:

سفلتْ عن بردِ أرضٍ ... حلها البردُ عذابَا

وعلتْ عنْ حرِّ أُخرى ... تُلهب النار الِتهابَا

مُزجتْ حرا بِبَرْدٍ ... فصفا العيشُ وطابَا

عبد القدوس وعبد الخالق

ابنا عبد الواحد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، أحد بني الحارث بن الخزرج، حجازيان، لهما أشعار جياد. وفي آل النُّعمان بن بشير شعر كثير: أنشدني ابن أبي خيثمة عن دعبل لعبد القدوس:

ندًى تُحكمُ الأموال فيه ونجدةٌ ... تحكمُ في الأعداءِ بالأسرِ والقتْلِ

وكمْ أضغنتْ في يوم بدرٍ نفوسنا ... نُفوساً دوياتِ الصدورِ من الذَّحْلِ

فأنتْ متى شِئتَ استثرتَ مُنافقاً ... بِبِغضتِه إياي في زي ذي فضْل

وأنشد عن دعبل لعبد الخالق يمدح الله عز وجل:

امتدحتُ الغنىِ عن مِدَحِ النا ... سِ بِصِدْقِ المديح والإحكامِ

بكَلامٍ أشادَ إعظامه النا ... سُ وقالوا: قُلْ يا صَدُوقَ الكَلامِ

فرجوتُ النجاةَ مِنْ كبوةِ النا ... رِ وفوزاً بالدارِ دَار المُقام

ربِّ إني ظلمْتُ نفسي فأَفرَطْ ... تُ وأنت الغفورُ للظلامِ

فاعفُ عني يا مالكَ العفوِ واغفِرْ ... لي رُكوبي هوْل الذنوبِ العِظامِ

كذبَ العادلُون بالله، مالل ... هِ ندُّ وماله من مُسَامِ

أنشدني المبرد لأحدهما قال المبرد: وكان جيد الشعر. في إنسانٍ يمدحه، وأنشدنيها محمد بن القاسم بن مهرويه قال: أنشدنيها إبراهيم بن عبد الخالق بهمدان بعد الفتنة بسنة وكان والله جامِعاً:

أحسنتَ واللهِ بي واللهِ إيلاء ... يا أكرم الناسِ أمواتاً وأحياء

أسديتَ واللهِ معروفاً إلى رَجلٍ ... ليُغرين بك العافينَ إغراءَ

يا ويحكمْ يا بني الحاجات أينَ بِكمْ ... عنْ ماجدٍ جاره يُضحي كما شاء؟

قال دعبل: ولآل النعمان بن بشير حظٌّ وافرٌ من الشعر، أشعار السد وإبراهيم وأبان وبشير بني النعمان.

عتاب بن عبد الله بن عنبسة

ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، قال دعبل: هو كوفي.

وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: أخبرنا مصعب قال: كان عتاب يمازح أبي الشعر: وأنشد دعبل له في المهدي، وأنشدنيها إسحاق النخعي والمبرد، ولم يسميا قائلها، وأنشدنيها أحمد بن أبي خيثمة عن ابن أبي شيخ عن سعيد بن يحيى الأموي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015