الوجيز للواحدي (صفحة 4613)

29

{محمد رسول الله والذين معه} من المؤمنين {أشداء} غلاظٌ {على الكفار رحماء بينهم} متوادُّون متعاطفون {تراهم ركعاً سجداً} في صلواتهم {يبتغون فضلاً من الله} أن يدخلهم الجنَّة {ورضواناً} أن يرضى عنه {سيماهم} علامتهم {في وجوههم من أثر السجود} يعني: نوراً وبياضاً في وجوههم يوم القيامة يُعرفون بذلك النُّور أنَّهم سجدوا في دار الدُّنيا لله تعالى {ذلك مثلهم} صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه {في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} فراخه ونباته {فآزره} قوَّاه وأعانه أيْ: قوَّى الشَّطأ الزَّرع كما قوَّى أمر محمَّد وأصحابه والمعنى: أنَّهم يكونون قليلاً ثمَّ يكثرون وهذا مثل ضربه الله تعالى لنبيِّه عليه السَّلام إذ خرج وحده فأيَّده بأصحابه كما قوَّى الطَّاقة من الزرع بما ينبت حوله {فاستغلظ} فَغَلُظَ وقوِيَ {فاستوى} ثمَّ تلاحق نباته وقام على {سوقه} جمع ساق {يعجب الزراع} بحسن نباته واستوائه {ليغيظ بهم الكفار} فعل الله تعالى ذلك بمحمَّد وأصحابه ليغيظ بهم أهل الكفر {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم} أَيْ: من أصحاب محمد عليه السَّلام {مغفرة وأجراً عظيماً}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015