الباب الخامس فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله جيم

الجبار

أصل الكلمة: الإصْلاح، جبر العظم إذا أصلحه وجبر هو، ثم استعمل في الامتناع، فقيل: نخلة جبارة؛ إذا امتنعت ففاتت الأيدى، وهو راجع إلى الأصل؛ لأنها إذا فاتت اليد صلحت ثمرتها ولم تشعث، والجبيرة: الدملوج، وكذلك الجبارة؛ لأنه يصلح ويسوى، والجبارة أيضا، والجمع: الجبائر: الحث الذي يشد على العضو المكسور، وأجبرت الرجل على الأمر؛ إذا كرهته عليه؛ لأنك تريد بإجبارك إياه إصلاحه، وإصلاح نفسك - جبار يرجع إلى ذلك.

والجبار في أسماء اللَّه - عز وجل - بمعنى أنه لا ينال بالأذى، وبمعنى الكبرياء والعظمة، وقال واصل بن عطاء: الجبار في صفات اللَّه تعالى بمعنى أنه يجبر فاقة العبد.

وهو في القرآن على أربعة أوجه:

الأول: القهار، قال اللَّه تعالى: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ) يعني: القهار لخلقه بما أراد، وقال: (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) أي: بمسلط تقهرهم على الإيمان، إنما أنت مذكر، ويجوز أن يكون معناه: إنك لست بمتكبر تياه، كما قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015