الْحَرَمَيْنِ الشريفين مَا يجل عَن الْوَصْف وَلما رجعا إِلَى الديار المصرية بعد الْحَج والزيارة تجهز مَعَهُمَا أَمِير الْحجاز الشريف بَرَكَات بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بِاخْتِيَارِهِ وَرضَاهُ وَتوجه بصحبتها إِلَى بَاب السُّلْطَان فقابله بالأحسان الجزيل وَالْبر العريض الطَّوِيل وَأكْرم نزله وَأَعْلَى مَحَله وَلم يزل عِنْده مجللا مُحْتَرما مقضي الْحَوَائِج أول دَاخل وَآخر خَارج إِلَى أَن رَجَعَ إِلَى الْحجاز مُتَوَلِّيًا أمورها لَيْسَ لأحد مَعَه كَلَام وَالْحَمْد لله

سنة إحدى وعشرين بعد التسعمائة

سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد التسْعمائَة 921 هـ

وَفِي يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين توفّي الْفَقِيه الْأَجَل جمال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد النظاري رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة إب بعد ان طلع إِلَيْهَا متوعكاً بِنَحْوِ شهر وَترك وَلَده الْفَقِيه عبد الْحق عوضا عَنهُ بزبيد وَوصل الْعلم بوفاته إِلَى مَدِينَة زبيد يَوْم السبت الرَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور وَصلي عَلَيْهِ بِمَسْجِد الأشاعر بهَا وقرى لَهُ ثَلَاثَة أَيَّام بِالْمَسْجِدِ الْمَذْكُور وَحضر الْقِرَاءَة لَهُ خلق كثير لَا يُحصونَ وَحضر عبد الْوَهَّاب بن السُّلْطَان عَامر الْقِرَاءَة يَوْم الثَّالِث وَتصدق عَنهُ أَوْلَاده بِصَدقَة عَظِيمَة رَحمَه الله تَعَالَى وَأَسْكَنَهُ جنته فَنعم الرجل كَانَ عقلا وصيانة وديناً وَأَمَانَة باذلا للمعروف كافا للاذى معينا للملهوف لَهُ صدقَات جليلة سرا وَعَلَانِيَة وَكَانَ قطب رحى المملكة السُّلْطَانِيَّة الظافرية وَعين الْأَعْيَان فِي الْجِهَة اليمانية وَمن آثاره المخلدة لذكره بِنَاء الْجَامِع بِبَيْت الْفَقِيه عجيل عمره عمَارَة متقنة إِلَى الْغَايَة ومدرسة بِمَدِينَة أَب ووقف عَلَيْهَا وَقفا جَلِيلًا وَجُمْلَة من الْكتب النفيسة وَله من الْآثَار الْحَسَنَة مَا يجل عَن الْوَصْف

سنة أثنين وعشرين بعد التسعمائة

سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين بعد التسْعمائَة 922 هـ

وَفِي سلخ الْمحرم أول سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين توفّي الشَّيْخ أَحْمد بن الشَّيْخ أبي بكر العيدروس بعدن وَدفن بهَا فِي قبَّة أَبِيه وعمره يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ سنة تَقْرِيبًا وَأمه بهية بنت الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر بن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن السقاف وامها فَاطِمَة بنت الشَّيْخ عمر المحضار ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن السقاف فولده الشَّيْخ عمر من الْجِهَتَيْنِ كَمَا وَلَده أَيْضا الشَّيْخ أَبُو بكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015