ثمَّ لما كَانَ آخر الْيَوْم الَّذِي قدمنَا فِيهِ عَلَيْهِ دعى بِابْن ابْن لَهُ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ ثمَّ املي عَلَيْهِ شعرًا

وَقَالُوا قد دهى عَيْنَيْك سوء ... فَلَو عالجته بالقدح زَالا ... فَقلت الرب مختبري بِهَذَا ... فَإِن اصبر انل مِنْهُ منالا ... وان أجزع حرمت الْأجر مِنْهُ ... وَكَانَ خصيصتي مِنْهُ الوبالا ... وَإِنِّي صابر رَاض شكور ... وَلست مغيراً مَا قد أنالا ... صَنِيع مليكنا حسن جميل وَلَيْسَ لصنعه شَيْء مِثَالا ... وربي غير متصف بحيف ... تَعَالَى رَبنَا عَن ذَا تَعَالَى ...

قَالَ وَلما بلغ قَوْله وَإِنِّي صابر رَاض شكور الْبَيْت رد الله تَعَالَى عَلَيْهِ بَصَره وأضاء لَهُ الْمَسْجِد وعاين ابْن ابْنه وَهُوَ يكْتب وتكامل بَصَره بِفضل الله تَعَالَى فَقَالَ لَهُ اعط الطَّبِيب مَا شَرط لَهُ فقد حصل الشِّفَاء باذن الله تَعَالَى لَا بمداواته

سنة اثنين وأربعين بعد التسعمائة

سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة (942) هـ

وَفِي سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين توفّي الشَّيْخ الشريف عبد الله بن عَليّ بن أبي بكر وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء العارفين وَالْعُلَمَاء العاملين وَكَانَ وَالِده يَقُول فِيهِ عبد الله صوفي حَقًا

وَمن كراماته أَنه كَانَ يجلس فِي بعض الْبيُوت بترم وَكَانَ الْبَيْت غميماً فَذكر لَهُ بعض الْحَاضِرين إِن الْبَيْت غميم فَقَالَ عادكم تنْظرُون من هَذِه الطَّاقَة بَيت فلَان فَبعد نَحْو عشر سِنِين اخرب السُّلْطَان بدر تِلْكَ الْبيُوت وَكَانَت كَثِيرَة وَرَأى الْبَيْت الَّذِي كَانَ أَشَارَ إِلَيْهِ من ذَلِك الْموضع

وفيهَا فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس حادي عشر شعْبَان توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد أَبَا فضل بعدن وَكَانَ تفقه لوالده وانتصب بعده للتدريس بِمَسْجِد الْمدرسَة بعدن وَكَانَ فَقِيها مُحدثا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق شرِيف النَّفس مُخَالفا للنَّاس حسن السَّعْي فِي حوائج الْمُسلمين محبباً إِلَى النَّاس سليم الصَّدْر ثمَّ عمي فِي آخر عمره وتطبب فَرد الله عَلَيْهِ بَصَره وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وَهُوَ من شُيُوخ وَالِدي رَحمَه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015