سورة النجم

{ومن سورة النجم}

* * *

قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 1-3] .

النجم هاهنا فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الثريا إذا سقطت مع الفجر، وهذا قول مجاهد.

والثاني: أن النجم هاهنا أحد نجوم القرآن، وهو أيضا عن مجاهد، كأنه قال: والنجم إذا نزل، أي؛ والقرآن إذا نزل، فهو قسم به.

والقول الثالث: أن النجم واحد ويراد به الجماعة، أي: والنجوم إذا سقطت يوم القيامة، كقوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} ، وهذا قول الحسن، والنجم في كلام العرب يأتي ويراد به الجمع على طريق الجنس قال الراعي:

وباتت تعد النجم في مستحيرة سريع بأيدي الآكلين جمودها

والمستحيرة هاهنا: شحمة مذابة صافية؛ لأنها من شحم سمين.

و {غَوَى} من الغي، يقال: غوى يغوي غياً، قال الشاعر:

فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما

و {الْهَوَى} : ميل الطباع إلى ما فيه الاستمتاع، وهو مقصور، وجمعه: أهواء، فأما (الهواء) الممدود؛ فكل منخرق، قال الله تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] ، أي: خاوية منخرقة لا تعي شيئاً، قال زهير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015