الطبقة الخامسة فيمن توفي من سنة إحدى وألف إلى سنة خمس وعشرين وألف من الهجرة المطهرة

محمد الخُريشي (?)

محمد بن أحمد المقدسي الشهير بالخريشي الشيخ العالم الفاضل الهمام الفقيه، أوحد عصره فضلًا ونبلًا، ووحيد دهره في العلوم عقدًا وحلًا. ترجمهُ الأمين المحبي في تاريخه خلاصة الأثر فقال: ترجمه الشمس الداودي وقال في ترجمته: كان والده بنّاءً وكان يقرأ القرآن، وربما ناب عن ولده في الإمامة في بعض الأحيان ورحل هو إلى القاهرة واشتغل في الجامع الأزهر وغيره وأقام بها مدة طويلة، حتى برع وتميز وتأهل للتّدريس والفتوى، وأجيز بذلك من شيوخه المصريين، ثم قدم إلى القدس وأقام بها ملازمًا على الدروس. وكان عالمًا عاملًا خاشعًا ناسكًا متقللًا من الدنيا قانعًا باليسير طويل التعبد كثير التهجد ملازمًا على تلاوة القرآن وتعليم العلم، انتفع به أهل القدس انتفاعًا ظاهرًا وكثير من أهل نابلس وخصوصًا في العربية، وكان لا يجتمع بالأمراء ولا بالقضاة مع حرصهم على الاجتماع به، وكان إمام الحنابلة بالمجمع تحت المدرسة القايتبائية ومفتيهم في عصره، وكان يعظ الناس ويذكرهم. وحصل بينه وبين صاحبنا الشيخ محمد ابن شيخنا الشمس محمد بن أبي اللّطف وحشةٌ أدت إلى ترك ذلك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015