* فصل: في أن الإسلام هو دين الله في الأرض والسماء وأنه وسط في كل شئونه بين الغلو والتقصير وبيان وسطية أهل السنة بين الفرق

فصْلٌ:

في نظْمِ قَوْلِهِ: وَدِينُ اللهِ في الأرْضِ والسَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَهُوَ دِينُ الإسْلامِ، قالَ اللهُ تعَالى: (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ) ، وَقالَ: (وَرَضِيتُ لكُمُ الإسْلامَ دِينًا) ، وَهُوَ بَيْنَ الغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ، وَبَيْنَ التَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ، وَبَيْنَ الجَبْرِ والقَدَرِ، وَبَيْنَ الأمْنِ وَالإيَاسِ.

1900 - وَلا اخْتِلافَ عِنْدَنا في الدِّينِ ... في الأرْضِ وَالسَّمَاءِ خُذْ تَبْيِينِي

1901 - فالأنْبِيَاءُ أَفضَلُ الصَّلاةِ ... عَلَيْهِمُ كُانُوا بَنِي عَلَّاتِ

1902 - فالدِّينُ وَاحِدٌ لَدَى الجَمِيعِ ... وَإِنمَا التَّنْوِيعُ في التَّشْرِيعِ

1903 - حَيْثُ شَرِيعَةُ الرَّسُولِ اللَّاحِقِ ... غَيرُ شَرِيعَةِ الرَّسُولِ السَّابِقِ

1904 - وَدِينُهُ الإِسْلامُ لا سِوَاهُ ... بِذَلِكَ الرَّحْمَنُ قَدْ سَمَّاهُ

1905 - وَأمَرَ العِبَادَ باتِّبَاعِ ... لَهُ عَلَى لِسَانِ كُلِّ دَاعِي

1906 - أَلْزَمَهُمْ رَبِّي بِهِ يَقِينَا ... وَمَا ارْتَضَى لهُمْ سِوَاهُ دِينَا

1907 - بَلْ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ لَنْ أقْبَلا ... دِينًا سِوَى الإسْلامِ فِيمَا أَنْزَلا

1908 - وَأَنَّ مَنْ أَتى بِدِينٍ آخَرَا ... يَكُونُ في يَوْمِ الحِسَابِ خَاسِرَا

1909 - وَأَصْلُهُ الإِخْلاصُ في العِبَادَةْ ... للهِ بالشَّرْعِ الذِي أَرَادَهْ

1910 - فلا يَكُونُ المَرْءُ مِمَّنْ أَشْرَكَا ... وَلا يَجِئْ بِبِدْعَةٍ فيَهْلِكَا

1911 - شَرْطَا قَبُولِ الدِّينِ أَنْ تَتَّبِعَا ... وَتخْلِصَ النِّيَّةَ للهِ مَعَا

1912 - وَهُوَ في التَّشْرِيعِ ذُو تَيْسِيرِ ... بَيْنَ الغُلُوِّ فِيهِ وَالتَّقْصِيرِ

1913 - ففِي القِصَاصِ نحْنُ بَيْنَ القوَدِ ... وَبَينَ أنْ نعْفَوَ عَنْهُ أوْ نَدِي

1914 - وَقَدْ أَحَلَّ رَبُّنَا أَنْ نَطْعَمَا ... ما يُسْتَطَابُ وَالخَبِيثَ حَرَّمَا

1915 - وَنَغْسِلُ الثَّوْبَ مِنَ القَذَارَةِ ... ثمَّ نُصَلِّي فِيهِ ذَا طَهَارَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015