140

حسّنته في "الكلم الطيب" (73/ 121)، ثم في "صحيح الأدب المفرد" (رقم 539)، وسبقني إليه الهيثمي في "المجمع" (1/ 137)، والحافظ في "تخريج الأذكار" -فيما نقله ابن علّان (4/ 8) -، ولذلك سكت عنه في "الفتح" (11/ 148)، وأقرّ ابن حبّان على تصحيحه إيّاه.

وأمّا (الهدَّام) فشذّ عن الجماعة -كعادتهِ- فَضَعَّفها، ثم عزاه إلى ابن حبان وغيره، وقال:

"وجعفر بن ميمون ضعيفٌ"!

قلت: والحق أنَّه مختلفٌ فيه، و (الهدَّام) -كعادته- يأخذ من الأقوال ما يتوافقُ مع (منهجه) في التعنُّتِ في التضعيفِ، ولا يلتزمُ قواعدَ علم الجرح والتعديل، فهو يقدّم الجرح مطلقًا، حتى لو كان الموثّق من المتشدِّدين!

فهذا أبو حاتمٍ قال في (جعفر) هذا: "صالح".

وكذا قال ابن مُعِين في رواية.

ولذلك قال الحافظُ فيه: "صدوق يخطئ".

وقولُ أحمد والنَّسائي فيه: "ليس بالقويِّ": لاينافيه، لأنّه لم ينفِ عنه القوّةَ مطلقًا -كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم-، ولذلك ذكره الذهبي في "الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرّد" (82/ 83)؛ مع ذكره فيه لقولِ أحمدَ هذا.

وينتجُ من ذلك أنَّ الرجل وسطٌ حسنُ الحديث، واللَّه أعلم.

140 - "وفي "المسند" من حديث عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "إنَّ اللَّه خلق خَلْقَه في ظلمةٍ، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النورُ اهتدي، ومن أخطأ ضلّ":

طور بواسطة نورين ميديا © 2015