أوصاك ربُّك بالتقى ... وأولو النُّهى أوصوا معهْ

فاخترْ لنفسك مسجداً ... تخلو به أو صومعهْ

ومنها (الطربال) وهو كل بناء عالٍ مرتفع وقال أو عبيدة هو شبيه بالنظرة من مناظر العجم كهيئة الصومعة وانشدوا لدكين (راجع ياقوت 3: 525 والتاج 7: 416) :

حتى إذا كان دوين الطربال ... رجعن منهُ بصهيلٍ صلصالْ

مطهَّر الصورة مثل التمثال وقد وردت الكلمة بمعنى البيعة ومعبد النصارى ولعلها أعجمية ومنها (العمر) قال في التاج (3: 320) : "العمر المسجد والبيعة والكنيسة سميت باسم المصدر لأنه يعمر" والصواب أن الكلمة سريانية (كلمة سريانية) وهي الدير، قال التلمس (راجع معجم ما استعجم للبكري ص696) :

ألك السديرُ وبارقٌ ... ومبايضٌ ولك الخورنقْ

والعمر ذو الإحساء واللَّ ... ذَّات من صاعٍ وديسقْ

(قالوا) العمر في شعر المتلمس الدير أو البيعة والكنيسة ومنها (القلاية) أصلها من السريانية (كلمة سريانية) اشتقها السريان من اليونانية (كلمة يونانية) وقال البكري (في معجمه ص369) : "إن كانت القلاية مضافة إلى المواضع فإنما هو العمر والعمر عندهم اسم الدير قال الثرواني:

وإن أنتما حييتماني تحيَّة ... فلا تعدوا ريحان قلاية القسِّ"

ومنها أيضاً (القوس) وهو الدير واصل الكلمة من الفارسية قال صاحب اللسان (8: 69) : "القوس الصومعة أو موضع الراهب، وقال ياقوت (4: 200) : "هو معبد الراهب" وانشد في اللسان:

لا وصل إذا صرفت هندٌ ولو وقفتْ ... لاستفتنتني وذا المسحين في القوسِ"

وانشد الأصعمي لذي الرَّمة:

على أمر منقدِّ العفاءِ كأنَّه ... عصا قسّ قوسِ لينها واعتدالها

قال: القس القسيس والقوس صومعته: ومنها (الكرح) وهو مقام الراهب من السريانية (كلمة سريانية) بمعناه وقد مر مع الأكيراح.

ومنها (المنهمة) وهو مسكن النهام أو النهامي أي الراهب قال ذو الجدن (سيرة الرسول 26 27) :

وغمدانُ الذي حدّثتَ عنهُ ... بنوهُ مسمَّكاً في رأس نيقِ

بمنهمةٍ وأسلفهُ جروبٌ ... وحرُّ الموحل اللَّثقِ الزليقِ

بمرمرة وإعلاهُ رخام ... تحامق لا يغيب في الشقوقِ

مصابيحُ السليط تلوح فيهِ ... إذا يمسي كتوماضِ اليروقِ

قال الشارح: المنهمة موضع الراهب.

ومنها (الناموس) قال في اللسان (9: 130) : "الناموس بيت الراهب ولعله "أراد الناووس من اليونانية (كلمة يونانية) وهو الهيكل، وجاء في التاج: "الناؤوس مقبرة النصارى".

8 مفردات لنصارى الجاهلية في أعيادهم ومواسمهم السنوية

نذكر هنا الأعياد النصرانية الثابتة والمنتقلة التي شاعت عند عرب النصارى كما عرفها غيرهم.

أولها عي (السبار) يريدون به ما ندعوه عيد البشارة واللفظة سريانية الأصل (كلمة سريانية) قال البيروني في الآثار الباقية عن القرون الخالية (ص: 294) : "السبار دخول جبرائيل عليه السلام على مريم مبشراً بالمسيح"، ولم نجد اللفظة في الشعر الجاهلي وإنما وصف أمية بن أبي الصلت البشارة بآيات رويناها سابقاً.

ومنها عيد (الميلاد) وقد سماه البيروني (ص: 293) عيد يلدا من السريانية (كلمة سريانية) أي ميلاد المسيح.

ومنها (القلندس) ذكره السعودي في مروج الذهب (3: 406) ودعاه البيروني القلنداس (ص292) قال وهو رأس السنة وتمام الأسبوع من ولادة مريم، واللفظة لاتينية (Kalendae) قال السعودي: يكون فيه بالشام لأهله عيد يوقدون في ليلته النيران ويظهرون (الأفراح) لاسيما بمدينة أنطاكية وما يكون في كنيسة القسيان بها من القداس عندهم وكذلك سائر الشام وبيت المقدس ومصر وارض النصرانية كلها وما يظهر أهل دين النصرانية بأنطاكية من الفرح والسرور وإيقاد النيران ويساعدهم على ذلك كثير من عوام الناس وكثير من خواصهم.

ومنها (الدنح) ذكره ابن سيده في المخصص (13: 103) عن ابن دريد قال: "الدنح عيد من أعياد النصارى ولا احسبها عربية وقد تكلمت بها العرب" والكلمة سريانية (كلمة سريانية) ومعناها الظهور أي ظهور السيد المسيح لبني إسرائيل يوم معموديته، قال البيروني (293) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015