أنا غريقٌ في بحار الهوى ... شبهُ قتيلٍ في سبيل اللهِ

وأخبرني من رأى على جبين جارية نخّاسٍ مكتوباً في سطرين:

إذا حُجبت لم يكفكَ البدرُ فَقدَها ... وتكفيك فقْد البدرِ إن حُجب البدرُ

وحسبُكَ من خمرٍ تفوتُكَ ريقُها ... ووالله ما من ريقِها حَسبُكَ الخمرُ

وقال عليّ بن الجَهم: رأيتُ على خدّ جاريةٍ لفاطمة بنتِ محمد بن عِمران الكاتب مكتوباً بالمِسك:

رضيتُ على رُغمي بحبّكِ فاعدلي ... ولا تُسرفي إذْ صار في يدكِ الحُكْمُ

متى يَظفر المظلوم منكِ بحقّهِ ... إذا كنت قاضيه وأنتِ له خَصْمُ

قال المازني: كان على جبين جارية شَريط مكتوبٌ بالغالية:

صَرَمتْني ثمّ لا كلّمتني أبداً ... إن كنتُ خُنتكَ في حالٍ من الحالِ

ولا هَمَمْتُ ولا نفْسي تحدّثني ... قلبي بذاك ولا يجري على بالِ

وقال الجاحظ: كتب مؤلَّف جارية الصخري على جبينها:

ومحسودةٍ بالحُسن كالبدر وجهها ... وألحاظُ عينيها تَجور وتَظلمُ

ملكتُ عليها طاعةَ الشوقِ والهوى ... وعلّمتُها ما لم تكُن منه تعلَمُ

قال: وقرأتُ على جبين قَينةٍ بالعسكر، مكتوباً بغالية وعنبر:

يا قمراً لاحَ في الظلامْ ... عليكَ من مُقلتي السلامْ

وكتبت ظَلومُ على جَبينها بالمِسْكِ:

العينُ نفقدُ من تهوى وتُبصره ... وناظرُ القلب لا يَخلو من النَّظَرِ

وظَلوم هذه كان يحبّها العبّاس بن الأحنف وفيها يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015