الخِفاف، وكراسي الأبنوس المصدَّفة، والخيزران المُشبّكة، والأحقاق المخروطة، والمِسواكْدَانات المدهونة، والسَّنونات المعمولة، ووقّتوا له الأوقات المعلومة، التي جعلوها كالفرائض المكتوبة، والسُّنن المفروضة، يتأهّبون لوقته.

ولا يَستعملون رأس المسواك مدةً طويلة، وذلك عندهم من الأفعال الذليلة، ويتّخذون لها لفائف الحَزّ، وعصائب القَزّ، ليصونوها بذلك عن الدَّنس، ويوقّوها من الغُبار والنجَس، وقد تهادى أيضاً أهلُ الظرف المَساويك، وأقاموها مقام الرهينة، والتذكرة، والوَديعة، والقُبلة، كما فعلوا باللُّبان الممضوغ، والتفاح المَعضوض. وقال العبّاس بن الأحنف:

طال ليلي بجانب المَيدان ... مع جَواري المهديّ والخيزرانِ

أرسلَت باللُّبان قد مضغَته ... بين تفّاحتين في ريحانِ

وبمسواكها الذي اختاره الل ... هـ لفيها من طيّب الأغصانِ

فكأني وجدتُ ريحاً من الفِرْ ... دوس فاحَت من ريح ذاك اللُّبانِ

وقال أيضاً:

ولّما وهبتُم خاتماً فرددتُه ... لمعرفتي أنّ الخَواتيم تقْطَعُ

فأهدي سِواكاً مسّ فاكِ فإنه ... يُسكِّن ناراً في جَوى القلب تلذَعُ

وقال بشار بن برد العُقيلي يذكر ذلك أيضاً:

تسوّكتْ لي بمسواكٍ لتُعلِمني ... ما طعم فيها وما همّت بإصلاحِ

لما أتاني على المِسواك ريقتُها ... مَثلوجةً، كزُلال الماء بالراحِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015