وأهله وطُلاّبه مُتّبعين لسُبلها، متمسّكين بحبلها، متى حالوا عنها سُمّوا بغير اسم الظرفاء عند أهل الظرف، ودُعوا إلى غير سُنّة العشّاق والأدباء، ولهم فيما استحسنوه من الزّيّ والطيب والثياب والهدايا والطعام والشراب حدٌّ محدودٌ مستحسنٌ معلومٌ، وزيُّ بين الطائفتين مقسوم، لا الرجال يتجاوزون ما حُدّ لهم إلى متظرفات النساء، ولا النساء يتجاوزن حَدّهن إلى حدّ الرجال الظرفاء، وأنا أصف لك زيَّ الفريقين من الظرفاء والمتظرفات، وأشرح لك ما عليه هؤلاء وهؤلاء من الزيّ والهيئات، إن شاء الله.

ذكر زي الظرفاء

في اللباس المستحسن عند سروات الناس

اعلم أن من زيّ الرجال الظرفاء، وذوي المُروّة الأدباء، الغلائلَ الرقاق، والقُمُص السِّفاق، من جيّد ضُروب مَطارف السوسية، والكسية الفارسية، الكتّان، الناعمة النقيّة الألوان، مثل: الدَّبيقي، والجُنّابي، والمبطَّنات التاختَجِ، والخامات، ودراريع الدَّرْجَرَد والإسكندرانيّ، والمُلْحَم الخَزّي والخُراساني، ومُبطَّناتِ القوهيّ الرَّطب، وأُزُر الشَّرْب، والأردية المحشّاة العَدَنيّة، وطَيالسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015