قال ابن إسحاق: فجعل أولئك النفر يقولون ذلك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن لقوا من الناس، وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها (1)

روى البيهقي بسنده عن ابن عباس، -رضي الله عنهما-، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقَّ لهُ، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عمّ، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالًا، قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا لتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالًا، قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منِّي، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده منّي، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول، حلاوًة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر، قال: هذا سحر يُؤْثَرُ يأثُرُهُ عن غيره. (2) فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015