قال السهيلي: روي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: لقد جعت، حتى أني وطئت ذات ليلة على شيءٍ رطب، فوضعته في فمي وبلعته، وما أدري ما هو إلى الآن.

وفي رواية يونس: أن سعدًا قال: خرجت ذات ليلة لأبول، فسمعت قعقعة تحت البول، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة، فأخذتُها وغسلتها، ثم أحرقتها ثم رضضتها وسففتها بالماء، فقويت بها ثلاثًا، وكانوا إذا قدمت العير مكة يأتي أحدهم السوق ليشتري شيئًا من الطعام لعياله، فيقوم أبو لهب عدوُّ الله، فيقول: يا معشر التجار: غالوا على أصحاب محمَّد، حتى لا يدركوا معكم شيئًا، فقد علمتم مالي ووفاء ذمتي، فأنا ضامن أن لا خسار عليكم، فيزيدون عليهم في السلعة، قيمتها أضعافًا حتى يرجع إلى أطفاله، وهم يتضاغون من الجوع، وليس في يديه شيء يطعمهم به، ويغدو التجار على أبي لهب، فيربحهم فيما اشتروا من الطعام واللباس، حتى جهد المؤمنون، ومن معهم جوعًا وعريًا. (?)

ولادة ابن عباس (رضي الله عنهما) في زمن المقاطعة

عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل بنت الحارث قالت: بينا أنا مارة والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الحجر فقال: يا أم الفضل، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "إنك حامل بغلام"، قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء، قال: "هو ما أقول لك؛ فإذا وضعته فائتيني به". فلما وضعته أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فسماه عبد الله وألبأه بريقه، قال: "اذهبي فلتجدنه كيسًا"، قال: فأتيت العباس فأخبرته فتبسم، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان رجلًا جميلًا مديد القامة فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال: "هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه"، فقال: العباس: بعض القول يا رسول الله، قال: "ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي؟ والعم والد".

وعن ابن عباس قال: لما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشعب أتى أبي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمَّد ما أرى أم الفضل إلا قد اشتملت على حمل، قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015