الجزء السابع

المسلمون في الأندلس

تأليف:

أ. د. عبد الله جمال الدين

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة

الفصل الأول

*بلاد الأندلس

لمحة جغرافية:

تطلق كلمة الأندلس على الأجزاء التى سيطر عليها المسلمون من شبه

الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال)، وظلت تطلق على ما فى

أيديهم حتى عندما انحصر وجودهم فى مدينة «غرناطة» وحدها.

وتعود كلمة «الأندلس» فى أصولها إلى كلمة «الوندال»، وهى تعنى

مجموعة القبائل الجرمانية التى غزت أيبيريا فى القرن الخامس

الميلادى، وأقامت فى طرفها الجنوبى الذى كان آنذاك باسم

«أندلوسيا»، فلما فتح المسلمون هذه المناطق قيل لهم: إن هذه

أرض «وندلس» فحولها العرب إلى «أندلس»، وبقيت الكلمة مستخدمة

حتى نهاية الحكم الإسلامى.

ولاتزال كلمة «أندلوسيا» مستخدمة حتى اليوم فى «الإسبانية»،

وتطلق على ثمانى محافظات فى جنوب إسبانيا، هى: المرية،

وغرناطة، وجيان، وقرطبة، ومالقة، وقادش، وولبة، وإشبيلية.

وشبه الجزيرة الأيبيرية مخمسة الشكل، تصل مساحتها إلى (600)

ألف كيلو مترمربع، تحتل إسبانيا (6/ 5) من هذه المساحة، وهى

هضبة متوسطة الارتفاع، بها سلاسل جبلية كثيرة تشقها بالعرض،

ويفصل بين كل سلسلة جبلية وأخرى وادٍ يجرى فيه نهر بالعرض

أيضًا، وتنبع معظم هذه الأنهار من وسط شبه الجزيرة، وتصب فى

المحيط الأطلسى.

ويفصل أوربا عن شبه الجزيرة سلسلة جبال تغلق الطريق إلى

جنوبى فرنسا إلا من خلال ممرات، ومن هنا جاءت تسمية جبال

البرت، أى جبال الأبواب.

الثغور الإسلامية:

وجدت فى الأندلس ثلاثة ثغور عبارة عن مناطق حدودية بينها وبين

إسبانيا النصرانية، وهذه الثغور هى:

أ - الثغر الأعلى، وعاصمته سرقسطة ويواجه مملكة نبرَّة.

ب - الثغر الأوسط وعاصمته مدينة «سالم» ثم «طليطلة»، ويواجه

مملكتى قشتالة وليون.

ج - الثغر الأدنى، بين نهرى «دويرة» و «تاجة» وعاصمته طليطلة ثم

قورية.

وقد تمكن النصارى فى نحو القرن الرابع الهجرى من إقامة ثلاث

دويلات نصرانية، هى:

أ - ليون فى الشمال والشمال الغربى، وعاصمتها مدينة «ليون»،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015