المهروانيات (صفحة 29)

وكان أكثر خلفاء العصر العبّاسيّ الثّاني مغلوبين على أمرهم، ليس لهم من أمر الخلافة إلاّ اسمها، ورسمها، ومظهرها، فلم تكن لهم تلك السّلطة في الحكم، وإدارة شؤون البلاد، والعباد، وإنما كان يمسك بزمام الأمور: البويهيّون، الأتراك، الّذين تنحدر أصولهم من أُسرة فارسيّة تعتنق المذهب الزّيديّ الشّيعيّ، وبدأ نفوذهم في الدولة العبّاسيّة في حدود سنة (344هـ تقريبا) ، واعتدوا على الخلفاء بالعزل، وإثارة النّاس عليهم، أو قتلهم.

وكانوا يريدون إقامة دولة رافضيّة لولا حفظ الله لدينه وشريعته، ثمّ خوفهم من القتل، إلى أن مكّن الله منهم باستنجاد الخليفة القائم بأمر الله، سنة (447هـ) بطغرل بك السّلجوقيّ "وكان من أهل السّنّة والجماعة"، فقضى عليهم، وتسلّم الأمور، ووضع الخلافة تحت حمايته.. هذا أوّلاً، وثانيا: السَّلاجقة ... وبدأ نفوذهم المطلق في الدّولة بعد أن قضى طغرل بك على البويهيّين، وخصوصا بعد أن تزوّج الخليفة بأخت طغرل بك فأمسك بزمام أمور الدولة، وتمكّن، إلى أن تلاشى نفوذهم سنة: (590هـ) على أيدي الخوارزميّين.

وعظم في عهد طغرل بك أمر: أرسلان البساسيريّ (عميل العبيديّين في مِصْر) ، فتسلّط على الخليفة، وأراد قتله، وإسقاط دولته، فَتُنُبِّه لأمره، وطرده طغرل بك من بغداد، إلى أن مكّنه الله من القضاء عليه، سنة: (451هـ) .

واشتدّت في أوائل هذه الحِقْبَة فتنة العيّارين (?) ببغداد، وقووا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015