الدين"1 وكنيته: أبو الخير، واشتهر بابن أبي السعود.

وحَدَّد السخاوي تاريخ مولده ومكانه بقوله: "ولد حين خسوف القمر من ليلة الثلاثاء رابع عشر شعبان سنة ستٍّ وأربعين وثمانمائة بمكة"2.

وينحدر خير الدين ابن ظهيرة من أسرة علم عريقة وفيرة، اشتهر كثير من أفرادها في مكة المكرمة بالشرف والرياسة والعلم، في أجيال متتابعة، طيلة ستة قرون، منذ القرن السابع الهجري، حتى القرن الثاني عشر3، وَلِيَتْ خلالها قضاء مكة منذ القرن الثامن الهجري، وقد اضطهدهم المماليك في آخر أيامهم، ثم عاد إليهم القضاء مع دخول العثمانيين الحجاز، ثم ضعف شأنهم في القرن الحادي عشر4، وقد عُرِفت هذه الأسرة بـ ((آل ظهيرة)) أو ((أبناء ظهيرة)) وينتهي نسبهم إلى بني مخزوم من قبيلة قريش.

ولما كثر أبناء هذه الأسرة، وبرزوا في العلم والقضاء، واشتهروا ألف فيهم النجم عمر بن فهد القرشي (ت 885هـ) كتاباً سماه ((المشارق المنيرة في ذكر بني ظهيرة)) ذكره الشوكاني5،والبغدادي6، ولعلّه هو الكتاب الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015