ذلك مدرك بالعقل من حلمه، وليس يحتاج في تحسينه إلى أمر يرد به.

فالجواب: أن من قال أن من الأشياء أشياء حسنة لأعيانها، وأشياء قبيحة لأعيانها، والعقل فارق بين الصنفين، فإنه يقول: كان إيمانه واستدلاله حسنين واجبين، وتركهما- لو تركهما- قبيحين محظورين. ومن خالف هذا الرأي قال: السؤال محال! لأن الله تعالى اخبر أنه لا يرضى لعبادة الكفر، وإذا لم يرضه لهم نهاهم عنه وأمرهم بضده، فلا يمكن أحد المستعين لإدراك الأمر ومعرفته يحكى عن الأمر بالإيمان، فيحتاج إلى أن يتكلم عليه إذا خلا عنه واستدل بعقله على الإيمان. واعتقده، كان ذلك منه حسنا أو غير حسن وواجبا له غير واجب ويعتبر هذه المسائل بعد معرفة الأصل لا وجه له لأن ذلك إنما يراد به المغالطة وليست من فعل أهل الدين إنما فعلهم النصح للمسلمين، وبالله التوفيق.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015