[المجلد العاشر]

بِسم الله الرَحمنِ الرَحيم وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وآله

ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائة

فمن الحوادث فيها:

مخالفة أهل حمص عاملهم إسحاق بن سليمان، وكان محمد ولاه إياها، فلما خالفوه انتقل إلى سلمية، فصرفه محمد عَنْهُمْ، وولى عليهم مكانه عبد الله بن سعيد الحرشي، فقتل عدة من وجوههم، وضرب مدينتهم من نواحيها بالنار، فسألوه الأمان فأجابهم وسكنوا ثم هاجوا، فضرب أيضا أعناق عدة منهم [1] .

وفيها: عزل محمد أخاه القاسم عن جميع ما كان أبوه هارون ولاه من عمل الشام وقنسرين والعواصم، وولى مكانه خزيمة بن خازم، وأمره بالمقام بمدينة السلام [2] .

وفيها: بدأ الفساد بين الأمين والمأمون، وكان السبب في ذلك: أن الفضل بن الربيع، فكر بعد مقدمه العراق على محمد، منصرفا عن طوس، وناكثا للعهود التي كان الرشيد أخذها عليه لابنه عبد الله، فعلم أن الخلافة إن أفضت يوما إلى المأمون وهو حي [3] لم يبق عَلَيْهِ، فسعى في إغراء محمد به، وحثه على خلعه، وصرف ولاية العهد من بعده إلى ابنه موسى، ولم يكن ذلك من رأي محمد ولا عزمه، بل كان عزمه الوفاء بما ضمن [4] ، فلم يزل الفضل يصغّر عنده شأن المأمون، ويزيّن له خلعه، / وأدخل معه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015