المنتحل (صفحة 73)

أمسي زميلاً للظَّلامِ وأغتدي ... ردفاً على كفل الصَّباحِ الأشهبِ

فأكونُ طوراً مشرقاً للمشرقِ ال ... أقصى وطوراً مغرباً للمغربِ

وإذا الزَّمانُ كساكَ حلَّةَ مُعدمٍ ... فالبسْ لها حلل النَّوى وتغرَّبِ

ولقد أبيتُ معَ الكواكبِ راكباً ... أعجازها بعزيمةٍ كالكواكبِ

واللَّيلُ في لونِ الغراب كأنَّه ... هو في حُلوكتهِ وإنْ لمْ يغبِ

والعينُ تنصَل من دجاه كما انجلى ... صبغ الشَّباب عن القَذال الأشيبِ

حتَّى تبدَّى الصُّبح في جنباتهِ ... كالماء يلمع في خلالِ الطُّحلبِ

وقال أيضاً:

أغببتَ سيْبك كي يَجُمَّ وإنَّما ... غُمد الحسامُ المشرفيُّ ليُنتضى

وسكتَّ إلاَّ أن أُعرّض قائلاً ... نزراً وصرَّح جهدَه من عرَّضا

وقال أيضاً:

أتبعدُ حاجتي وإليك قصدي ... بها وعلى عنايتك اعتمادي

سيكفيني مقامٌ منك فيها ... حميدُ العَبِّ محمودُ الأيادي

وقال أيضاً:

لكَ النّعماءُ والخطرُ الجليلُ ... ومنك الفضلُ والنيل الجزيلُ

أمرتَ بأنْ أُقيم على انتظارٍ ... لرأيكَ إنَّه الرَّأيُ الأصيلُ

فراقبتُ الرَّسولَ فقلت يأتي ... بتبيانٍ فما جاءَ الرَّسولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015