دخل عليه وعرفه أن كسرى قد أذن له ففرح بذلك شمعون ونصارى الحيرة وتباشروا وضرب الناقوس وإجتمع الناس ليشهدوا معموديته فاعمده شمعون وإمرأته وولده وأهل بيته وجماعة من العرب دخلوا في ذلك معه في بيعة كان شمعون بناها في الحيرة تعرف ببيعة الكرسي. وكتب شمعون إلى أيشوع بت الجاثليق يبشره بدخول النعمان في النصرانية.

وكتب النعمان مع كتابه كتاباً يخبره بنتصره ويسأل أن يصلي عليه ويدعو له ويكتبه ليتبرك بكتبه فسر الجاثليق بذلك وكتب إليه جواباص نسخته: إلى أخينا حبيب المسيح الحديث النعمان بن المنذر الملك المذكور بالخبر والامانة الصحيحة بدين المسيح من أيشوع بت الجاثليق سلام المسيح يكون معك دهر الداهرين آمين وصل كتابك تذكر فيه علتك وسبب دخولك في دين المسيح على يدي شمعون أسقف الحيرة الطهر المبارك وقد وفقت وأحسنت في دخولك في حظيرة المسيح مخلصاً أنت وولدك وأهل بيتك وغيرهم من العرب وإنك تقربت من فخر المسيح ودينه ففرحت بذلك فرحاً ما فرحت مثله منذ جلست على كرسي البيعة وسألت لك المسيح طول البقاء والعافية وأن لا يريك مكروهاً ما بقيت وأنا واثق من المسيح أنه سيفعل ذلك بك فأما ما سألت من الصلاة عليك فأعلم أني أفعل ذلك ليلاً ونهاراً.

فأشتد مرض النعمان فذكر له أسقف بالموصل أسمه سبريشوع وقال له النصارى: إن دعا لك شفيت فكتب إلى كسرى يسأله أن يكتب إلى سبريشوع بالقدوم عليه فكتب كسرى إلى سبريشوع يأمره بذلك فقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015