والسود، وذكر النباتات المختلفة الألوان وذكر الناس والأنعام، قال الإمام ابن كثير ت 774هـ في تفسير الآية السابقة: أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم والعلم بها أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكبر1.

ولقد ذكر القرآن الكريم الحاجة إلى العلم بعد الكلام عن خلق آدم، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} 2، والعلم يسبق العمل، ولا يكون العمل إلا بعلم، قال الإمام البخاري: العلم قبل القول والعمل لقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه} 3 فبدأ بالعلم4.

وكان أول ما نزل من القرآن أمر صريح بالعلم والقراءة، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} 5.

السنة والعلم: لقد فاق اهتمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالعلم حدود الوصف، وحسبك أن تستعرض بعضا من أقواله -صلى الله عليه وسلم- لتعرف بعضا من هذا الاهتمام فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا، سهل الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015