المقصد الاسني (صفحة 83)

فالنبي عَظِيم فِي حق أمته وَالشَّيْخ فِي حق مريده والأستاذ فِي حق تِلْمِيذه إِذْ يقصر عقله عَن الْإِحَاطَة بكنه صِفَاته فَإِن ساواه أَو جاوزه لم يكن عَظِيما بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ وكل عَظِيم يفْرض غير الله عز وَجل فَهُوَ نَاقص وَلَيْسَ بعظيم مُطلق لِأَنَّهُ إِنَّمَا يظْهر بِالْإِضَافَة إِلَى شَيْء دون شَيْء سوى عَظمَة الله تَعَالَى فَإِنَّهُ الْعَظِيم الْمُطلق لَا بطرِيق الْإِضَافَة

الغفور

بِمَعْنى الْغفار وَلكنه بِشَيْء يُنبئ عَن نوع مُبَالغَة لَا يُنبئ عَنْهَا الْغفار فَإِن الْغفار مُبَالغَة فِي الْمَغْفِرَة بِالْإِضَافَة إِلَى مغْفرَة متكررة مرّة بعد أُخْرَى فالفعال يُنبئ عَن كَثْرَة الْفِعْل والفعول يُنبئ عَن جودته وكماله وشموله فَهُوَ غَفُور بِمَعْنى أَنه تَامّ الْمَغْفِرَة والغفران كاملها حَتَّى يبلغ أقْصَى دَرَجَات الْمَغْفِرَة وَالْكَلَام عَلَيْهِ قد سبق

الشكُور

هُوَ الَّذِي يجازي بِيَسِير الطَّاعَات كثير الدَّرَجَات وَيُعْطِي بِالْعَمَلِ فِي أَيَّام مَعْدُودَة نعيما فِي الْآخِرَة غير مَحْدُود وَمن جازى الْحَسَنَة بأضعافها يُقَال إِنَّه شكر تِلْكَ الْحَسَنَة وَمن أثنى على المحسن أَيْضا يُقَال إِنَّه شكر فَإِن نظرت إِلَى معنى الزِّيَادَة فِي المجازاة لم يكن الشكُور الْمُطلق إِلَّا الله عز وَجل لِأَن زياداته فِي المجازاة غير محصورة وَلَا محدودة فَإِن نعيم الْجنَّة لَا آخر لَهُ وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُول كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسلفتم فِي الْأَيَّام الخالية 69 سُورَة الحاقة الْآيَة 24 وَإِن نظرت إِلَى معنى الثَّنَاء فثناء كل مثن على فعل غَيره والرب عز وَجل إِذا أثنى على أَعمال عباده فقد أثنى على فعل نَفسه لِأَن أَعْمَالهم من خلقه فَإِن كَانَ الَّذِي أعْطى فَأثْنى شكُورًا فَالَّذِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015