63- لكل مقال أزمة:

مجموعة من المقالات، تصور الظلم والطغيان، وتوضح الانحراف والمنحرفين، وتكشف أسرار الحكم في مصر خلال نصف قرن مضى من الزمان، كتبها مصطفى أمين في صحف: الجهاد والأخبار وأخبار اليوم، منذ بداية حياته الصحفية في مختلف العهود والظروف والملابسات. واجه بها المسلطين والمسيطرين، فأثارت مقالاته الأزمات من حوله، وحركت الحاقدين ضده.

ومقالات الكتاب تبرز مواقف تاريخية، وتوضح الفروق بين الرجال وأشباه الرجال، والخصومات التي وقعت بينهم، وتزيح النقاب عن التيار الخفي الذي حرك حياتنا السياسية والوطنية والاجتماعية على امتداد نصف قرن من الزمان.

وهكذا كان المقال على امتداد قرن ونصف المعرض الحافل بالآراء المبتكرة، والأفكار النيرة، والنظريات الفذة، في الفن والأدب والمسرح والسياسة والفلسفة والاجتماع ووجوه الإصلاح والمساجلات الطريفة بين طوائف الكتاب. كما كان المجال الرحب لألوان الفكر التي تعالج عيوب المجتمع، وتحدد مواطن النقص فيه، وتشير إلى العلل التي تعصف به.

واحتوى المقال -كما ترى- الأدب على اختلاف فنونه، وتباين صوره، فقد ضم ترجمة قصة حبنا، وبسط رواية أخرى، وسجل خاطرة حينا ثالثا، ناهيك بما تناول من تراجم وسير ونقد وتاريخ واجتماع وعلوم واقتصاد وطبائع، وغير ذلك من الألوان والأفكار التي أوجدتها الأحداث وفرضتها الظروف. كما كان للمقال دوره البارز في نشر المعارف، وتوثيق الروابط، واستنهاض الأمة، وتنبيه أفرادها إذا طرأ تخلف عليها، أو انحدر بعض أفرادها في التفكير، أو تقليد في الرأي، أو انحراف عن الطريق الجاد.

ومن ثم حفل المقال باللوحات الحية، والصور النابضة، والنقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015