قوله: "أخو بيضات" أي: صاحب بيضات، وهي جمع بيضة الطير، قوله: "رائح" من راح إذا ذهب وسار بالليل، و "المتأوب": اسم فاعل من قولهم: تأوب إذا جاء أول الليل، وأصله: من الأوب وهو الرجوع.

قوله: "رفيق بمسح المنكبين" أراد أنه عالم بتحريك المنكبين في السير، والمنكب مجتمع ما بين العضد والكتف، قوله: "سبوح" بفتح السين المهملة، معناه: حسن الجري، ويقال: اللَّين اليدين في الجري، وفسره بعض شراح أبيات المفصل للزمخشري بأن السبوح هو المتصرف في معاشه، ثم قال: معناه: يذهب ويجيء ويتصرف في معاشه، وهذا التفسير غلط هاهنا، وقال فخر الدين الجارَبُرْدِي (?)، قال قائلهم: أي قائل هذيل في صفة النعامة:

أخو بيضات ............. ... .......................... إلخ

وهذا أيضًا غلط لأن البيت في مدح جمله، شبهه بالظليم فيقول: جملي في سرعة سيره كالظليم الذي له بيضات يسير في الظلام ليلًا ونهارًا ليصل إليها، والظليم إذا كانت له بيضات يسرع في السير، وهو في نفسه سريع في السير، فإذا كانت له بيضات يكون أسرع (?).

الإعراب:

قوله: "أخو بيضات": كلام إضافي مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو أخو بيضات، وهو تشبيه بليغ، والتقدير: هو كأخي بيضات، قوله: "رائح" بالرفع صفته، و "متأوب": صفة أخرى، و "رفيق بمسح المنكبين": صفة بعد صفة، و "سبوح" -أيضًا- صفة أخرى.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بَيَضَات" حيث جاءت مفتوحة العين في جمع بيضة، وهو معتل العين، والقياس فيه تسكين العين، ولكنه جاء بالفتح على لغة هذيل، وهذيل بن مدركة يجرون المعتل مجرى الصحيح في الأسماء، وغيرهم يسكنونها؛ لأن تحريك الياء بعد فتحة موجب لإبدالها ألفًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015