قال سيبويه: إذا قلت: الطريق الطريق لم يحسن إظهار الفعل؛ لأن أحد الاسمين قام مقامه، فإن أفردت الطريق حسن الإظهار وأنشد: خل الطريق البيت (?).

الشاهد السادس والتسعون بعد التسعمائة (?)

فإياكَ إِيَّاكَ المرَاءَ فإنَّهُ ... إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشّرّ جَالِبُ

أقول: قد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد التوكيد (?).

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "فإياك" فإنه تحذير، ومعناه: احذر، "وإيا" لا تضاف في هذا الباب إلا إلى ياء المتكلم وكاف الخطاب وهاء الغيبة وفروعها، فلذلك قالوا (?): "فإياه وإيا الشواب" شاذ (?)، ولا يحذف العاطف بعد "إيا" إلا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بمن، مثاله: إياك الشر، فلا يجوز أن يكون الشر منصوبًا بما انتصب به إياك.

وقال سيبويه: لا يجوز: رأسك الجدار، حتى تقول: من الجدار، أو والجدار، وزعموا أن ابن أبي إسحاق أجاز في هذا البيت:

فإياكَ إِيَّاكَ المِرَاءَ فإنَّهُ ... ..............................

وكأنه قال إياك ثم أضمر بعد إياك فعلًا، فقال: اتق المراء (?).

وقال ابن عصفور: إن حذفت الواولم يلزم إضمار الفعل، نحو قوله: فإياك إياك المراء، تقديره: دع المراء (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015