يا أباي؛ كما يقال: يا فتاي (?)، وقال الفارسي: رد اللام وقلبها ألفًا كما تقلب في: قطاة ونحو ذلك (?).

قال ابن سيده: وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ: {يَا أَبَتِ} [مريم: 43] بفتح التاء إلى أنه أراد: يا أبتاه فحذف الألف، وقوله: "تقول ابنتي .. إلخ" أراد: يا أبتا، فقدم الألف وأخر الثاء (?)، وقال أبو حيان: وزعم بعض رواة اللغة من البغداديين أن قول الشاعر: (يا أبات) إنما أراد: يا أبتي فقلب، وهذا ممتنع بعيد؛ لأنه يلزم على هذا أن تكون تاء التأنيث قد لحقت بعد الياء التي هي اسم المتكلم، وهذا لا يجوز، ولم يوجد في موضع، ومع ذلك فإن التاء في: يا أبت في تقدير الإضافة، وقال أبو حيان: والأصل في مثل هذا البيت النادر تخريجه على الإشباع؛ كما قال: أعوذ بالله من العقراب، وقال سيبويه: لا يكادون يقولون يا أبات (?).

الشاهد الثالث والخمسون بعد التسعمائة (?)، (?)

....................... ... ............ يا عُمَرُ الْجَوَادَا

أقول: قائله هو جرير بن عطية الخطفي، وتمامه (?):

فَمَا كَعْبُ بنُ مامَةَ وابنُ سُعْدَى ... بأَكْرَمَ منكَ يا عُمَرُ الجَوَادَا

وهو من قصيدة يمدح بها جرير عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - وقبله:

1 - يعودُ الحِلمُ منك على قريشٍ ... وتفرجُ عنْهمُ الكُرَبَ الشِّدَادَا

2 - وقد أمَّنْتَ وَحْشَهُمُ برفقٍ ... وَيُعْيي النَّاسَ وَحْشُكَ أن يُصَادا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015