قوله: "إليه الوجه" أي: التوجه.

الإعراب:

قوله: "أستغفر الله": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "ذنبًا" منصوب بنزع الخافض، أي: من ذنب؛ كما في قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} [الأعراف: 155] أي: من قومه، "لست محصيه" التاء اسم ليس، و"محصيه": كلام إضافي خبره، والجملة وقعت صفة للذنب.

قوله: "رب العباد": كلام إضافي، والرب منصوب؛ لأنه صفة لله، ويجوز رفعه على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رب العباد، أو أنت رب العباد.

قوله: "إليه الوجه": جملة من المبتدأ وهو الوجه، والخبر وهو إليه، و"العمل" بالرفع عطف عليه.

فإن قلت: ما موقع هذه الجملة مما قبلها؟

قلت: هي جملة منقطعة لفظًا ولكنها صفة معنًى، ومثلها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ} [الصف: 10] ثم قال: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [الصف: 11]، فقوله: تؤمنون منقطع مما قبله لفظًا بدل في المعنى من التجارة؛ فهو منقطع لفظًا متصل معنى؛ لأنك لو قلت: هل أدلكم على تجارة تؤمنون لم يستقم ذلك لفظًا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ذنبًا" فإنه اسم نكرة يتضمن معنى من، وهو حد التمييز، ولكن فيه زيادة، وهي لبيان ما قبله من إبهام، فلما قيل لبيان ما قبله من إبهام خرج عن حد التمييز مثل: "ذنبًا" في قوله: "أستغفر الله ذنبًا" فإنه ليس ببيان لما قبله لعدم الإبهام فافهم (?).

الشاهد الأربعون بعد الخمسمائة (?)، (?)

تخَيّرَهُ فَلَمْ يَعْدِلْ سِوَاهُ ... فنعْمَ المرْءُ مِنْ رَجُلٍ تَهامِي

أقول: قائله هو أبو بكر بن الأسود، المعروف بابن شعوب الليثي، وشعوب أم الأسود هذا، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015