بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) (آل عمران، الآية:102).

((يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) (النساء، الآية:1).

((يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)) (الأحزاب، الآية:70ـ71).

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى فللّه تعالى الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله، وله الحمد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه أما بعد:

هذا الكتاب امتداد لما سبقه من كتب درست عهد النبوة وعهد الخلافة الراشدة والدولة الأموية وموسوعة الحروب الصليبية وهو حلقة مهمة جاءت بعد صدور السلاجقة، والزنكيين وصلاح الدين والحملات الصليبية ((الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة)).

وهذا الكتاب يتحدث عن المشروع المغولي وعوامل الانتشار وتداعيات الانكسار، ففي الفصل الأول يتكلم عن غزو المغول لبلاد المسلمين، وعن أهمية دراسة تاريخهم والتعريف بهم وموطنهم الأصلي والقبائل التي يتكون منها مجتمعهم، وعن حياتهم الإجتماعية، ودينهم، وتداعي المجتمع المغولي قبيل جنكيز خان، والفوضى فيه ومحاولات توحيد القبائل المغولية، وأحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي، كالخلافة العباسية، والأيوبيين في مصر والشام، وانتشار الموبقات، كالخمر، والجواري، والغناء والطرب.

وفي المبحث الثاني، كان الحديث عن ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث وعن نشأته وتربيته، وكفاح والدته وزواجه واختياره خاناً على المغول، وعن حروبه وبداية توحيد القبائل تحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015