قال الحاكم: فرضي الله عن إسحاق، لقد أصابت فراسته الذكية فيه.

قال محمد: وقد روى ذلك أيضًا أحمد بن سلمة، عن الحسين بن منصور، عن إسحاق ابن إبراهيم ـ هو ابن راهويه الحنظلي ـ وهي كلمة فارسية معناها: أي رجل يكون هذا.

وقال محمد بن عبد الله النيسابوري: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس المذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخلن أحد منكم البيت فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، قال: قدموها إلي، فقدموها إليه وكان يكتب الحديث ويأكل تمرة يمضعها، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.

قال محمد بن عبد الله: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات ـ رحمه الله ـ، وذكر القاضي عياض مسلمًا هذا فقال: أحمد أئمة المسلمين وحفاظ المحدثين ومتقني المصنفين، أثنى عليه غير واحد من الأئمة المتقدمين، وأجمعوا على إمامته وتقديمه وصحة حديثه وخبره، ومعرفته وثقته وقبول كتابه.

وقال أبو مروان الكبشي: كان من شيوخي من يفضل كتاب مسلم على كتاب البخاري.

وروي عن مسلم أنه قال: عرضت كتابي على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أنه له علة تركته، وما قال هو صحيح ليس له علة أخرجته.

قال محمد: مسلم بن الحجاج إمام من الأئمة في الحديث وعلله ورجاله، روى عنه جماعة من أئمة الحديث وحفاظهم فممن روى عنه:

أبو عيسى، محمد ابن عيسى الترمذي، وأبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة السلمي، وأبو العباس محمد ابن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج، وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي الحافظ، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري، وأبو حاتم مكي ابن عبدان بن محمد بن بكر النيسابوري وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015