وقال أبو أحمد بن عدي: وسمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقارب فنزل عندهم، قال: فسمعته ليلة من الليالي، وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله، وقبره بخرتنك، ـ رحمه الله ـ.

وقال أبو علي حسين بن محمد الجباني: أخبرني أبو الحسن طاهر بن معوذ ابن عبد الله بن معوذ المعافري صاحبنا ـ رحمه الله ـ قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلسية عام أربعة وستين وأربعمائة، قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، قال: فاستسقى الناس مرارًا فلم يسقوا، قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأيًا أعرضه عليك، قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ـ رحمه الله ـ وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده، فعسى أن يسقينا، قال: فقال القاضي: نعم رأيت، فخرج القاضي وخرج الناس معه، واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير، أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر .. وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015