بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الأنبياء جميعًا، وبعد.

هذا المعجم ثمرة خمس سنوات من العمل الدؤوب والسهر المتواصل قضيتها في جمع مادة الكتاب، وتبويبها، وضبطها، وتخريجها إلى غير ذلك من أمور تتعلق بمقتضيات البحث. وقد صدر لي منذ ثلاث سنوات جزء من هذا الكتاب أصدرته بعنوان "المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية"، وقد وجدت بعد إصداره، من تشجيع الأصدقاء، وثناء الباحثين ما شجعني على إكمال كتابي هذا بعد أن توقفت عن إتمامه مرات عدة نظرًا لما لاقيت في تصنيفه من مصاعب، ونظرًا لما يقتضيه من جهد وصبر وعدة.

وشواهد العربية ذخيرة لغوية ثمينة لها إلى قيمتها اللغوية، أهمية أدبية وفكرية وحضارية كبيرة. ولا شك أن معجمًا لهذه الشواهد يسهل كثيرًا على قراء العربية والباحثين فيها عناء التفتيش عن قائل الشاهد، ومصادره. وهو يعتبر أنفس النفائس بالنسبة إلى المحققين، وإلى جامعي دواوين الشعراء، وما أكثر الدواوين الناقصة في مكتبتنا العربية! وما أكثر الشواهد في معجمنا هذا التي لم نجدها في دواوين شعرائها!

وقد سبقنا إلى عملنا هذا المحقق المشهور عبد السلام محمد هارون في كتابه "معجم شواهد العربية" الذي صدر بجزئية في مجلد واحد سنة 1972م، جامعًا في معجمه شواهد النحو، والعروض، وعلوم البلاغة، وخصائص اللغة وأسرارها.

كذلك وضع الدكتور حنا جميل حداد "معجم شواهد النحو الشعرية"، مكتفيًا، كما يظهر في العنوان، بالشواهد النحوية (النحو والصرف).

وبالرغم من الجهد الكبير الذي بذله كل من المحقق هارون، والدكتور حداد، فإنه قد فاتهما الكثير من الشواهد النحوية، كما أنهما لم يذكرا مواضع الاستشهاد، أي القضايا النحوية التي من أجلها سيقت هذه الشواهد، وكذلك لم يذكر المحقق هارون من الشاهد سوى كلمة القافية فيها، ولهذه الأسباب ولغيرها وضعت كتابي "المعجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015