11- رأي القاسمي:

عرض القاسمي للقراءات في الآية ثم للإشكال فيها، فقال2: "وهاهنا قراءتان: الأولى: {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا رَبُّكَ} بالياء على أنه فعل وفاعل و {أَنْ يُنَزِّل} المفعول، والثانية بالتاء و {رَبُّكَ} بالنصب أي سؤال ربك، فحذف المضاف، والمعنى: هل تسأله ذلك من غير صارف يصرفك عنه؟ وهي قراءة علي وعائشة وابن عباس ومعاذ رضي الله عنهم، وسعيد بن جبير والكسائي.

قال أكثر المفسرين3: الاستفهام على القراءة الأولى محمول على المجاز؛ إذ لا يسوغ لأحد أن يتوهم على الحواريين أنهم شكوا في قدرة الله تعالى، لكنه كما يقول الرجل لصاحبه: هل تستطيع أن تقوم معي؟ مع علمه بأنه يقدر على القيام، مبالغة في التقاضي4، وإنما قصد بقوله (هل تستطيع) هل يسهل عليك، وهل يخف عليك أن تقوم معي؟ فكذلك معنى الآية؛ لأن الحواريين كانوا مؤمنين عارفين بالله عز وجل، ومعترفين بكمال قدرته، وسؤالهم ليس لإزاحة شك، بل ليحصل لهم مزيد الطمأنينة، كما قال إبراهيم عليه السلام: {وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلبِي} ، ولا شك أن مشاهدة هذه الآية العظيمة تورث مزيد الطمأنينة في القلب؛ ولهذا السبب قالوا: {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} .

وحاصله أن {هَل يَسْتَطِيعُ} سؤال عن الفعل دون القدرة عليه، وهو تعبير عنه بلازمه، أو عن السبب بسببه، وقيل المعنى: هل يستطيع ربك؟ أي هل يستجيب دعوتك إذا دعوته؟ (فيستطيع) بمعنى (يطيع) ، وهما بمعنى واحد والسين زائدة، كاستجاب وأجاب5، واستجبْ وأجب، و (يطيع) بمعنى (يجيب) مجازا، لأن المجيب مطيع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015