بأحد من نظر الزَّرْقاء1، إلى أجل من خطر العَنْقاء،؛ وينشد قول أبي العلاء بن سليمان2، شاعر معرة النعمان:

أرى العنقاء تكبر أن تُصَادَا

وأنا أقسم بالربيع الممطر وائتلاف أوانه، والبقيع المزهر واختلاف ألوانه، والشباب ودولته، والمِضْراب وصولته، والمثاني إذا نُسقت3، والقناني وما وَسَقَتْ4، وإن أقسمت من بعضها بيمين، لا أتلقى رايتها بشمال ولا يمين -أن اسمي في البلغاء والفهماء، كاسم العنقاء في الأسماء: اسم ما وقع على مسمًّى، ولفظ ما دل على معنًى. فأين أقع مما تريد، وكتابى بين يدي حمدي أو عتابي بريد، ينفض تهائم ظنوني، أو ينقض تمائم جنوني. وله الرأي العالي في الجواب، على خطإ كنت من ظني أو صواب، إن شاء الله -عز وجل-.

ومن سلامي، علي عمادي الأعظم وإمامي، أحفله وأحفده5، وأجزله وأوفده؛ والسلام الأتم الأعم عليه ورحمة الله وبركاته.

فراجعه الوزير أبو عبد الله برسالة لم يكتب مثلها في بابها، أبدع فيها غاية الإبداع، وإن كان فيها بعض تكلف، تسمى هذه الرسالة: الحولية, منعني من إيرادها في هذا المرسوم ما فيها من الطول.

ولأبي محمد عبد المجيد المذكور إحسان قد اشتهر عندنا بتلك الأقطار شهرة الأمثال، وسار ذكره فيها سير الجنوب والشمال.

واتصلت حال أمير المسلمين يوسف -كما ذكرنا- في إيثار الغزو، وقمع6 ملوك الروم، والحرص على ما يعود بالمصلحة على جزيرة الأندلس، إلى أن توفي في شهور سنة 493.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015