فمن يوم أن كتب الأستاذ أحمد أمين ما كتب وسماه "مدرسة الزوجات" وقارضه الدكتور طه بمدرسة الأزواج، ثم مدرسة المروءة ثم "مدرسة ... " إلى آخر هذه الأشياء، وافتتنا بهذه الطاحون التي تدور على دقيق مطحون قد فرغ منه من ذلك اليوم وأنا لا أرى فيما يكتبان إلا استسلامًا للقلم وبداوته وبوادره، واجتلبنا في ذلك من الرأي ما لا يستقر ولا يتماسك.

وفي هاتين الرحلتين رأيت العجب! فالدكتور طه مثلا قد أطال في تحقير مصر والزراية عليها وعلى أرضها بما احتمله عليه الغضب الذي رغب في إنشاء مدرسة له ليسميها "مدرسة الغضب" رحل الدكتور طه بالسيارة في الطريق الزراعية فغاظه التراب الذي يثور حوله فيطلق لسانه بهذه الأسئلة "لماذا تدفع الضرائب" فليخبرنا الدكتور طه عن السبيل الذي تتقي به الزراية على أرض مصر. ماذا تصنع الدولة عن طريق جانبية من تلك الأراضي الخصبة الواسعة التي تسعى لتطعم أهل مصر من خيراتها؟ والأستاذ أحمد أمين هو الذي حمل على الأدب العربي وحقر الشعر الجاهلي ودفع بحجته في وجوب نبذ هذا الأدب وذلك الشعر الجاهلي لأنه كان جناية على أدبنا وأنا كنت هممت أن أؤدي واجبي للأدب العربي بإظهار فساد هذه الآراء التي لم تنضج ثمراتها.

7- درني خشبة 1:

وأظرف ما في معسكر الشيوخ من فتنة مكبوتة تلك النذر الضاحكة التي يلوكها الدكتور زكي مبارك فزكي مبارك جريء عن المازني جرأة لا حد لها والمازني لائذ بأذيال الصمت, والمازني بهذا الصمت يمكر بزكي مبارك الذي لا ينال منه إلا صمت مناوشيه، ونادى زكي بأعلى صوته فقال: أنا أكتب منك يا عقاد، وأنا أشعر منك يا عقاد، ومؤلفاتي لا تسمو إليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015