وأنشدني الفقيه الأجل العالم الحسيب أبو الحسن علي بن أحمد بن علي ابن فتح، وهو لبال بن أمية بن إسحاق القرشي الأموي، بمنزلة بمدينة شريش شذونة، وهو عين ذلك المصر، وفارسه في الفقه والنظم والنثر؛ ولي القضاء به فحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، وسارت في العدل أخباره؛ يتشوق إلى الروضة المقدسة الطاهرة، ويسلم على محمد سيد ولد آدم في الدنيا، وسيد الناس في الآخرة ذي الآيات البينات والمعجزات الباهرة، صلى الله عليه ما زهرت الكواكب ودارت الأفلاك الدائرة.

سلامٌ ولا أقْرَا سلاماً على هنْد ... صرفتُ إذاً مسرايَ عن مَسْلَكِ الرُّشدِ

على قَمر لو أطلعتْه يدُ الثَّرى ... لقصَّر عن لألأئه قمرُ السَّعد

وأربى على نُور الغَزالة نورُه ... كما يفضلُ الحُّر الكريمُ على العَبد

فطاب به تُربُ الضريح بطيبه ... فيعبَقُ عن مِسك ندىٍ وعن نَدِّ

ويَضحكُ عن رِوْضٍ تُدانِي يَدُ الصَّبا ... به صفحةَ السَّوسان من صفحة الورَد

فطُوبَى لمن أضحى يمرّغُ لوعةً ... بتُربه ذاك القَبرِ خداً إلى خدِّ

بنٌّي عليه من تلأبؤ نُوره ... تلألؤ برقٍ أسْرَجته يَدُ الرّعد

نما من قُريش في ذُؤابِة هاشم ... فما شِئتَ من فضلٍ عَميم ومن مَجدْ

سلامٌ عليه ما تغنَّت حمامةٌ ... وفاحَ ذكيُّ المسكِ من جنةَّ الخُلدِ

وما أنشد المشتاقُ إن هبَّت الصَّبَا ... ألا يا صبا نَجد متى هجتِ من نَجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015