ترجمة العلامة اللغوي المحدِّث محمد مرتضَى الزَّبيدي: ((ومع كثرة شيوخ المترجَم كثرةً مَهُوْلَةً بالنسبة إلى مشايخه ومُعاصِريه= كان غير مُكْتَفٍ بما عنده، بل دائم التطلّب والأخذ، ومكاتبة من بالآفاق، حتى أني رأيتُ بخطِّه في كناشة ابن عبد السلام الناصري استدعاءً كتبَه لمن يلقاه ابنُ عبد السلام المذكور (وذكر نصَّه، وفيه: استجازة كل من يلقاه من الشيوخ والعلماء بتاريخ 1197) .

قال (الكتاني) : وإن تعجب فاعجب لهذه الهمة، والحِرص من هذا الحافظ العظيم الشأن، وعدم شَبَعه، وكثرة نَهَمِه، فإنه عاش بعدما كتب هذا الاستدعاء نحو الثمان سنوات.

وهذا نظيرُ ما وجدته من كَتْب اسم الحافظ ابن الأبّار (658) في استدعاءٍ مؤرَّخ بقريب من سنةِ وفاته! ومنهومان لا يشبعان: طالب علمٍ وطالب دنيا)) . انتهى كلام الكتاني.

أقول: ولئن عدَّ الذهبيُّ والكتانيُّ ما وقع لهؤلاء العلماء من النهمة الشديدة، والحرص العظيم، والهِمَّة العالية= فَلَعَمْري إن طلبه، والحرص عليه، والمذاكرة به في ساعة الاحتضار، ووقتِ النزْعِ لأعظم دلالة من ذلك وأوضح.

فلله تلك الهمم والعزائم!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015