فقام رب الذود، بين الركن والمقام، باسطا يديه يدعو على صاحبه، فما برح مقامه يدعو عليه، حتى وله فذهب عقله، وجعل يصيح بمكة: «ما لي وللذود، ما لي ولفلان رب الذود» .

فبلغ ذلك عبد المطلب، فجمع ذوده، فدفعها إلى المظلوم، وخرج بها، وبقي الآخر مولها حتى وقع من جبل فتردى، فأكلته السباع.

81 - ذكر ابن جهضم: حدثنا الصناديقي، قال: أنا محمد بن عبيد الله التمار، قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: كان يقال: إن رجلا كان في مركب في البحر، في ليلة مظلمة شديدة الريح، إذ قام فتوضأ فنزلت رجله فقال: «يا حي لا إله إلا أنت» ثلاث مرات - قال: فسمع أهل المركب مناديا ينادي: «لبيك، لبيك؛ نعم الرب ناديت» .

ثم اختطفه من وسط البحر حتى وضعه بين الناس في المركب.

82 - قال: وحدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الفقيه، قال: ثنا أبو الحسن علي بن أحمد العباسي، قال: كان عندنا ببغداد، شيخ من كبار أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله، كف بصره، فكان إذا أراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015